سلايدسلايد،كتاب و اراء

اليهود … إسرائيل… حكاية مغربية متفردة

مقال :(03): غشت 2022.

بقلم سدي علي ماءالعينين ،اكادير 2022

لا يحتاج إعادة المغرب لعلاقته مع اسرائيل لكثير من النقاش في ظل التقلبات السياسية العالمية و موازين القوى ،

لقد تربى المغاربة على الإيمان بعدالة الشعب الفلسطيني ، وهو ايمان التحم فيه الملك والشعب ، وتمت ترجمته بمشاركة المغرب القوات العربية ضد اسرائيل ،و الدعم المؤثر لصندوق الأقصى عبر لجنة القدس التي يترأسها جلالة الملك ،ناهيك عن المستشفى العسكري بغزة .وعديد المبادرات والمواقف عبر التاريخ .

وفي المقابل بعد ياسر عرفات هاهو الرئيس الفلسطيني يجلس جنبا إلى جنب مع زعيم المعاديين للوحدة الوطنية ،

قد يكون السؤال صعبا ومعقدا :

كيف تقنعني ان أدافع عن دولة لاستعادة ارضها وهي تعاكس ارادتي في استعادة ارضي ؟

واذا كان الطرف الفلسطيني قد أعطى لنفسه الحق ان يعطي الشرعية لمن لا شرعية دولية له كجمهورية، فإن  نفس الطرف تربطه علاقات مع المحتل مبنية على تفاهمات بعد الاعتراف باسرائيل كدولة في اتفاقية اوسلو بين الفلسطينيين والاسرائيليين برعاية أمريكية.

المغرب لم يقف قط في صف اسرائيل خارج ما تقوله الأمم المتحدة ،كما انه لم يتوقف عن التنديد باي سلوك إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ،

وما لا يعرفه الفلسطينيون ،ان تسمية صراعهم مع المحتل ب الصراع العربي الاسرائيلي ،يجعل فئة ليست بالقليلة من المجتمع المغربي ترى أن المغرب ليس عربيا وبالتالي فهو غير معني بهذا الصراع البعيد عنه حتى جغرافيا وليس له اي تأثير على مصالح المغرب الدولية .

لكن ماذا لو عكسنا الآية ،و قلنا ان ما يجمعنا بالقضية الفلسطينية هو إيمان و تعاطف انساني ،و تربية متوارثة في حب الشعب الفلسطيني وقضيته ،

لكن عندما يتعلق الامر باسرائيل فالامر مختلف ، فصحيح ان اسرائيل كحكم هو جزء من الصهيونية العالمية ،إلا ان الشعب اليهودي الإسرائيلي ،فيه قرابة مليون مغربي لم تسقط قط عنهم الجنسية المغربية ،وهم بذلك مغاربة مهما اختلفنا عن اختياراتهم بالقبول بالجنسية الإسرائيلية ،وهي اللاحقة ،والجنسية المغربية هي الاصل 

وماذا لو كان المغاربة انفسهم اصولهم يهودية قبل الفتوحات الاسلامية ؟!!!!

يعتقد بعض المؤرخين أن اليهود – أمازيغ وغير أمازيغ – هم سكان أصليون للمغرب. 

وتختلف العديد من المصادر التاريخية حول يهودية أمازيغ المغرب، إذ يعتقد المؤرخ العربي  الشهير عبد الرحمن ابن خلدون أن “جزءا من أمازيغ شمال أفريقيا كانوا يهودا”.

ويرجع ابن خلدون أصول هؤلاء اليهود إلى خليط من الشعوب الفينيقية والكنعانية. وفي مواضع أخرى من مجلده الضخم “العبر”، يذهب إلى أن بعضهم ينحدرون من مملكة حمير اليمنية (110 قبل الميلاد-527 ميلادية).

كان عدد المغاربة اليهود في حدود 250 ألف عام 1940، وكان ذلك الرقم يمثل نسبة 10% من مجموع سكان البلاد، ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم ككندا والولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية بما في ذلك إسرائيل، إلا أنه ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين، وظل العديد منهم يحتفظ إلى جانب الجنسية بالجواز السفر المغربي.

وتماشيا مع قوانين الجنسية المغربية، صدر قرار الدولة المغربية سنة 1976 بعدم إسقاط الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة الذين هاجروا في المراحل السابقة، وبذلك يمكنهم العودة إلى بلدهم متى شاؤوا باعتبارهم مواطنين مغاربة.

يوجد نحو 36 معبدا يهوديا في المغرب وعدد هام من الأضرحة والمزارات اليهودية في مختلف المناطق المغربية أشهرها في فاس (كنيس دنان)، الصويرة، وزان، مراكش، تارودانت، صفرو، وجدة وتطوان.

ما الذي يمنع السلطة الفلسطينية ان تعلن جهارا انها مع مقترح الحكم الذاتي ، ولما لا فتح قنصلية بالصحراء ؟ 

الجواب السهل ان السلطة الفلسطينية ومعها حماس تهرول نحو فتات اموال الغاز والبترول الجزائري ، على حساب كل تضحيات المغاربة ،

واذا كانت دولة عسكر الجزائر منعت في دستورها على الجزائريين حمل الديانة اليهودية ،وشردت كل اليهود الجزائريين ومنعتهم من جنسيتها والدخول الى اراضيها،

فإن المغرب من عهد محمد الخامس تشبت بمواطنيه ورعاياه ولم يسلمهم لنازية هتلر ،كما اليوم في عهد محمد السادس يفتح لهم البلاد ليزورا معابدهم و اضرحتهم وقبورهم ،وحتى الأراضي المملوكة لهم منذ ما قبل الاستقلال.

 إعادة العلاقات مع اسرائيل ،وفي السياق الذي تم فيه القرار قد يحمل قراءة أوجه ، لكن الوجه الواضح أن المغرب يكرس علاقات مع رعاياه باسرائيل ،و ذلك لا يثنيه عن الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني ،

وكما لا يعاقب المغاربة الشعب الجزائري على قرارات العسكر الحاكم ، 

فإن عودة العلاقات بين المغرب و اسرائيل ،لا يمكن ان تغير مواقف المغاربة إلى جانب الشعب الفلسطيني ،حتى لو زاغت قيادة حماس وفتح و التقطت صورة بئيسة مع زعيم الوهم بحثا عن شرعية وهمية ،

القضية الفلسطينية في قلوبنا والشعب الفلسطيني في عيوننا ، لكن ايضا للمغرب مصالح يصونها مالم تمس بالتزامه مع الفلسطينيين ، 

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى